<
2015-07-01
الأمير الوليد يتعهد بهبة ثروته للأعمال الإنسانية هبة تاريخية بمبلغ 120 مليار ريال من الأمير الوليد للأعمال الخيرية والإنسانية


خطاب إعلان الهبة 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .. أما بعد :ـ

فقد دار في ذهني منذ فترة شبابي حلم كنت أسعى لتحقيقه، راودني في الكثير من المواقف، وقد صرحت به لبعض المقربين لدي منذ أكثر من ربع قرن من الزمان، إذ تمنيت أن أساهم بكل ما أستطيع للقضاء على قلة ذات اليد في المجتمع المحلي والدولي، فلا يبقى من يشتكي من الفقر أو يعاني من ويلاته، أو على الأقل أساهم في الحد من عدد المحتاجين، فأُصبِح وأرى أغلب الناس وهم لا يحتاجون إلى المساعدة على الأقل في متطلبات الحياة الأساسية.

فتح الله لي من الخير الوفير في بلاد الخير، المملكة العربية السعودية، ما لا أقدر على الوفاء بشكره، قال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها" (18 النحل) من أجل ذلك كان شعاري في الحياة دائما قول الله تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنكم" (7 إبراهيم).

"ومن منطلق حرصي وشغفي بالعمل الإنساني وهو ما عهدتموه مني منذ 35 عاما دون انقطاع فإنني أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر وتمكين المرأة والشباب، مد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية وبناء جسور بين الثقافات. وستفعل هذه الهبة على مراحل وحسب خطة مدروسة للأعوام القادمة واستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل أموالي بعد وفاتي ولضمان ايصالها لمشاريع ومبادرات تهدف لخدمة الإنسانية".

لهذا أعلن اليوم عن رغبتي هبة كل ما رزقني الله من أموال وهو القائل: "وما بكم من نعمة فمن الله“، وتسخيرها لتحقيق تلك الغاية؛ فإنما أسعى إلى الوصول لذلك الهدف النبيل الذي طالما حلمت به، وهذا من التحدث بنعمة الله عليّ، وقد جعلت شعاري دائما" وأما بنعمة ربك فحدث" (11 الضحى)

هذا الرزق قد جاءني من الله تعالى في هذه البلاد المباركة، لذا فإن لها الأولوية في أن يبذل أغلبه فيها وفي أهلها، وسيمتد العطاء لخارجها بحسب الأنظمة واللوائح التي تنظم هذا العمل الإنساني، والذي نبتغي به وجه الله تعالى والدار الآخرة" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، هو خيرا وأعظم أجرا" (20 المزمل).

من حق كل شخص أن يتساءل: لماذا يفعل الوليد ذلك؟

فأقول: كل إنسان يمر في حياته بمنعطفات ومواقف لابد وأن يكون لها تأثير في القرارات التي يتخذها خصوصاً المصيرية منها، وأنا من فضل الله عليّ قد أتيح لي ما لم يُتح لغيري من الإطلاع على أحوال كثير من الشعوب والوقوف على ما يعانونه من شدة الحاجة من خلال جولاتي المحلية والإقليمية والعالمية ولقاآتي المتعددة مع قيادات الدول والمجتمعات، وقربي من أغلب مراكز الدعم الإنساني في العالم، بالإضافة الى البرامج الإنسانية التي تدعمها مؤسسة الوليد للإنسانية.

ونظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي لا تخفى وما تخلفه الحروب والكوارث الطبيعية في المجتمعات من آثار سلبية على الأنفس والأموال في البلاد، مما يتطلب تكاتف جهود كل المقتدرين للوقوف مع الشعوب لتنهض بمجتمعاتها وتبني أوطانها في شتى المجالات المادية والمعنوية، فقد أمرنا رسولنا الكريم بذلك في قوله عليه الصلاة والسلام "من كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، وذكر أصنافاً من المال حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضل" رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

لذا فإني أرى أنه قد حان الوقت لأشارك بكل ما أستطيع في دعم المجتمعات عن طريق مؤسستي "الوليد للإنسانية" والتي بدورها تعمل على إطلاق المشاريع ودعمها في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن الدين، أو العرق، أو الجنس. فمنذ 35 عاماَ و نحن نتعاون مع مجموعة كبيرة من المؤسسات التعليمية، والحكومية، والإنسانية في أكثر من 92 دولة حول العالم  من أجل محاربة الفقر، وتمكين المرأة والشباب، إضافة إلى تنمية المجتمعات ومد يد العون عند الكوارث، كما لا ننسى بناء جسور التفاهم بين الثقافات من خلال التوعية والتعليم. فبفضل عملنا معاً سنرتقي إلى عالمٍ ملؤه التسامح والعطف والتآلف. وذلك لرفعة شأن المجتمعات الإنسانية وتطويرها بالأسلوب الأمثل للرقي بها إلى المستويات المنشودة، نسأل الله أن يوفقنا والعاملين لتحقيق ما نصبوا إليه من خير للإنسانية وأن يجعل ذلك في موازين حسناتنا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.


الخبر الصحفي

أعلن اليوم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء مؤسسات الوليد  للإنسانية، عن تعهده بأن يهب ثروته للأعمال الخيرية والإنسانية بمبلغ قدره 120 مليار ريال سعودي (32 مليار دولار) حسب الخطة المدروسة للأعوام القادمة. وستكون هذه الهبة كما أوضح سموه: "لبناء عالمٍ أفضل، يسوده التسامح، وقبول الآخر، والمساواة، وتوفير الفرص للجميع". وأكد سموه بأن هذا التعهد هو "تعهد بدون أية قيود أو حدود... تعهد للإنسانية كافة".

وقال الأمير الوليد في خطاب إعلان الهبة:

"ومن منطلق حرصي وشغفي بالعمل الإنساني وهو ما عهدتموه مني منذ 35 عاما دون انقطاع فإنني أتعهد بأن أهب كل ما أملك لمؤسسة الوليد للإنسانية في كل مجالاتها: دعم المجتمع، القضاء على الفقر وتمكين المرأة والشباب، مد يد العون عند حدوث الكوارث الطبيعية وبناء جسور بين الثقافات. وستفعل هذه الهبة على مراحل وحسب خطة مدروسة للأعوام القادمة واستراتيجية يشرف عليها مجلس نظراء لضمان استمرارية تفعيل أموالي بعد وفاتي ولضمان ايصالها لمشاريع ومبادرات تهدف لخدمة الإنسانية".

على مدى 35 عاماً وفي أكثر من 92 دولة حول العالم قدم الأمير الوليد 3.5 مليار دولار لدعم الإنسانية. وقد كانت ومازالت مؤسسة الوليد للإنسانية واحدة من أهم المؤسسات الإنسانية الرائدة في العالم والتي عملت على دعم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.

ونوه سمو الأمير الوليد بقوله أن "العمل الإنساني مسؤولية بدأت بها منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، ويعد جزءاً أساسياً من عقيدتي الإسلامية. وما هذا التعهد إلا تمسكاً بالهدف الأكثر أهمية بالنسبة لي، والذي التزمت به طوال حياتي، وهو العمل لبناء عالمٍ أكثر عدلاً وسلاماً وقدرة على العطاء للأجيال القادمة". إن مؤسسة الوليد للإنسانية تؤمن بأن الإجابة على العديد من القضايا العالمية الأكثر إلحاحا اليوم تكمن في أيدي شبابنا، هم قادة الغد.

عملت مؤسسة الوليد للإنسانية على تنمية المجتمعات في نواحي عدة منها الداخلي كمشروع الأسكان التنموي والذي يوفر وحدات سكنية للمستحقين من مواطنين ومواطنات سعوديون، ومشروع إنارة القرى والهجر بالمملكة العربية السعودية. أما على المستوى العالمي عملت المؤسسة مع شركائها العالميين لتعزيز الرعاية الصحية ومكافحة الأوبئة بالعمل مع مؤسسة بيل أند ميالندا غيتس، وبهذه المناسبة علق السيد بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا غيتس قائلا: "التزام الأمير الوليد السخي إنما يؤكد بشكل واضح إستمرارية العمل الخيري والانساني الهائل الذي قامت به مؤسسته الانسانية. فإن هذه الهبة تبعث روح الأمل والتفاؤل  لكل من يعمل بالمجال الإنساني  حول العالم".

كما أثبتت مؤسسة الوليد للإنسانية جدارتها في تمكين المرأة والشباب محلياً وعالمياً فهي من المؤسسات الأوائل التي دعمت المرأة في المجال الحكومي، كالقيام بدورات لتأهيل السيدات لخوض إنتخابات المجالس البلدية. وفي مجال توفير الإغاثة عند وقوع الكوارث، مدت مؤسسة الوليد للإنسانية يد العون عن طريق شركائها (الهلال الأحمر، الأمم المتحدة، اليونيسيف وغيرهم) في دول كثيرة عانت من الزلازل والفيضانات منها تسونامي، مصر، جدة، النيبال وتركيا. كما دعمت مؤسسة الوليد للإنسانية مشاريع عدة لتمكين المرأة مثل جبل الفيروز لتمكين المرأة الأفغانية على الصعيد الحرفي. بالإضافة إلى بناء الجسور بين الحضارات وتقريب وجهات النظر بين الأديان والثقافات، فبصمات المؤسسة واضحة في الستة مراكز القائمة في أبرز الجامعات العالمية (جورج تاون، هارفرت، أدينبرا، كيمبردج والجامعة الأمريكية ببيروت والقاهرة ومتحف اللوفر بباريس).

شغف الأمير الوليد بن طلال للأعمال الإنسانية يكمن في التنمية والاستدامة وهي العوامل التي تلعب دوراً حيوياً في رؤية ورسالة الوليد للإنسانية. كما يعكس رؤية سموه في التنوع الكمي والمميز في المشاريع الخيرية العالمية التي تقوم بها المؤسسة. شعار الوليد للإنسانية هو بلا حدود نبني الجسور من أجل عالم أفضل.

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع:   http://www.alwaleedphilanthropies.org